أراء الشيخ ديدات
المرأة فى الإسلام
فى ديسمبر عام 1988 أجرت الصحفية فايزة أمبا بصحيفة " عرب نيوز " السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية لقاء صحفيًا مع العلامة ديدات , تحدث فيه فارس الإسلام حول العديد من القضايا , و كان من منها " المرأة فى الإسلام " : و ننقل هذا الجزء هنا بتمامه :
س : إن فكرة الأجانب عن المرأة المسلمة أنها مقهورة و مسلوبة الحقوق تحت سلطة الرجل و حكمه , و أحد الإمثلة التى يستشهدون بها هى حقيقة أن الرجل يسمح لهم بالزواج من أربع زوجات ؟
ج : انتبهى ! إن المسلم ليس عادلا مع نسائه , و يبدو أننا قد انجرفنا فى سلوكنا و ثقافتنا بعيدًا عن أوامر الإسلام , إننا ظالمون , لا شك فى هذا , و لكنه ليس الإسلام بل المسلم هو الذى يظلم .
الرجل يمكنه أن يتزوج بأربع زوجات و المرأة لا يمكنها أن تتزوج بأربع أزواج , و اسألى أى امرأة إذا كانت تريد أربعة أزواج فالرجل يمكن أن تكون لديه أربع زوجات كلهن أولات أحمال و هذه ليست مشكلة و لكن اذا كانت هناك زوجة واحدة و قد حملت , فإنه فى أثناء حملها سيكون هناك أربعة رجال متنافسون بدون فرصة عادلة للتوفيق .
ثم يولد الطفل , ماذا عن الطفل ؟ من هو أبوه ؟ كل رجل سيقول للآخر : لماذا أنسبه لنفسى ؟ إنه لا يشبهنى , إنه يشبهك أنت ! , و سيكون الأمر فوضى .
لقد طرحت امرأة هذا السؤال على أحد الحكماء : لماذا لا نستطيع أن يكون لنا أربعة أزواج ؟
و لإثبات القضية طلب من أربع نساء مرضعات أن تضع كل واحدة منهن بعض لبنها فى قدح واحد , و بعدما تم ذلك , طلب إليهن أن تستعيد كل واحدة منهن لبنها , فقلن : كيف نفعل ذلك ؟ فقال الحكيم : تلك هى الإجابة , و الأمر مماثل بالنسبة للرجل : ففى النهاية لا سبيل للتأكد من نسب الطفل !
عند الولادة فإن الذكور تتساوى مع الإناث تقريبًا من حيث العدد و لكن معدلات وفيات الأطفال تظهر أن الذكور يموتون أكثر من الإناث و لا يمكنهم تعليل ذلك , إننا يفترض فينا أننا الجنس القوى , و لكن الجنس الأقوى أكثر عرضة للإنقراض من الجنس الأضعف .
و فى الولايات المتحدة الأمريكية فالإحصائيات تظهر أن هناك 7.8 مليون امرأة أكثر من الرجال , و لو تزوج كل رجل فى أمريكا فإنه سظل هناك 7.8 مليون امرأة بدون زواج , و لقد أخبرونى أن ثلث القوى العاملة عندهم من اللوطيين , و أن 98% من عدد المسجونين هم من الرجال , و الرجال أيضًا تهلكهم الحروب , فهل تستطيعى تخيل الأمر ؟ ان الإسلام يعطيكم حلا للمشكلة ( أيها الأمريكيون ) , إنه لا يأمرك بتزوج أربع , بل انه يقول : ..... فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة النساء 3 .
إن تشريع تعدد الزوجات فى الإسلام ليس للتحفيز الجنسى , و لكنه حل لمشكلة فى المجتمع , و لكن المجتمع الغربى يحارب ذلك و يقاومه , أما اللسبيانية (1) و اللوطية فهما مقننان هناك , فالرجال الراشدون يتم تزويجهم بعضهم إلى بعض فى الكنيسة , و لكن عندما تأتى لمسألة تعدد الزوجات فإنهم يقولون : " فوق جثتى " , إننى أقول لهم : " إنكم مرضى يا قوم , و هذا تعدد الزوجات هو الحل لمشكلتكم "
إن أحدًا لا يجبر المرأة على أن تشاركها أخرى فى زوجها , لم يقل أحد ذلك , و لكن هناك نوع من الرجال الذين لا يمانعون فى تحمل مسئولية إضافية , و هناك نوع من النساء اللاتى لا يمانعن المشاركة.
لقد شاهدت برنامجًا تليفزيونيًا كنديًا عن تعدد الزوجات حيث تقدم رجل قائلا: " أنا رجل مورمونى (2) سابق و قد طردت من كنيسة المورمون و لدى ثمانى زوجات " , كانت زوجاته كلهن هناك , و كن سعداء بالرجل , و كانت سيدة بدينة فى وسط الجمهور الحاضر , قالت : " ما رأيك فى ؟ " فقال : " أنت أيضًا يا سيدتى , لا توجد مشكلة اعطنى عنوانك " , و من كل النساء اللاتى تزوجهن لم يكن لواحدة منهن زوج سابق , لأولئك الذين يريدون أن يحيون حياة طيبة فإن الإسلام هو الحل لمشكلتهم .
التنصير و مواجهته و ضرورة الجهاد
خطورة التنصير:
التنصير : إتخذ فى هذا العصر سمة السرعة و الجدية فقد شهد هذا العصر أكبر تحرك للعمليات التنصيرية و أوجد له كافة الوسائل الممكنة و الإمكانيات المتاحة , و يجول المنصرون فى شتى بقاع العالم و ان كانت القارة السمراء تحظى بالنصيب الأكبر من هؤلاء المنصرين , فتلك الحركات الفاشلة تذكرنا بقول الله عز و جل ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا و اصفحوا حتى يأتى الله بأمره إن الله على كل شئ قدير البقرة 109 , و ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم و ما يضلون الا أنفسهم و ما يشعرون آل عمران 69 .
التبشير و المبشرون ( التنصير و المنصرون ):
يقول فارس الإسلام و ملجم المنصرين الفاشلين أحمد ديدات ( التبشير من البشرى و البشارة و اصطلاحًا يستخدم مصطلح التبشير على تلك الحملة التى تولتها الصليبية فيما يسمى " بتعليم الدين المسيحى " ... لقد تأخرت نشأة التبشير عن نشأة الإستشراق و لكنها صاحبته و تعاونت معه و كانت نشأة الإستشراق قبل الحروب الصليبية بحثًا فى أحوال الغزاة الذين وصلوا الى قلب أوربا و من قبلها الأندلس ثم الحروب الصليبية خدمة لها و تبصيرًا و توجيهًا ثم كان بعد الحروب الصليبية كذلك و يلتقى هنا التبشير مع الإستشراق فلقد كان ميلاد التبشير مع فشل الحروب الصليبية تنفيذًا لوصية قائد الحملة الثامنة ( لويس التاسع ) حيث نبه الى قوة العقيدة الاسلامية ) 1 , و يبين فارس الإسلام و هازم الكفر و أهله لماذا يريد المبشرون ( المنصرون ) أن يمحوا هذه العقيدة التامة من قلوب المسلمين قائلا ( تثير تلك العقيدة الصافية النقية فى قلوب معتنقيها روح الجهاد فى سبيل الله مما يتصدى الى أى غزو عسكرى أو سياسى لتلك البلاد و بذلك تقف تلك البلاد الإسلامية فى وجه الغزو الخارجى لها , و لقد استفاد المبشرون من أخطاء الحروب الصليبية و أحكموا خططهم لكى يتمكنوا من إحتواء المسلمين و السيطرة عليهم إما بتحويلهم عن دينهم أو بث الأخطار الخبيثة المضادة بينهم و إشاعة روح الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد و بين الدولة و الأخرى مما يؤدى فى النهاية الى تفريق الشمل و تفريق الكلمة و بذلك تتمكن تلك البلاد الصليبية من تنفيذ مخططاتها العدوانية و السيطرة على المقدرات الإسلامية و العربية أمة و شعبًا و ثروة و تاريخًا و حضارة و فكرًا , انها تهدف الى الإستيلاء على كل ماهو إسلامى و تدمير كل مظهر إسلامى ) 2
أهداف التنصير :
و يحصرها لنا العلامة ديدات فى نقاط تحدث عنها فى كتابه الماتع ( حوار مع مبشر ) :
1- تنصير المسلمين .
2- الخروج من الإسلام و التذبذب فيه .
3- الإبعاد عن الإسلام .
4- إنهاء الخلافة الإسلامية .
5- إلغاء فريضة الجهاد .
6- القضاء على القرأن و محوه .
7- تدمير أخلاق المسلمين .
8- القضاء على وحدة المسلمين .
9- إبقاء العرب ضعفاء .
10- إنشاء ديكتاتوريات سياسية فى العالم الإسلامى .
إمكانيات حملات التنصير:
يضرب لنا العلامة ديدات هذا المثل قائلا ( هناك حوالي 35 ألفا جمعية تبشيرية صليبية في صحارى إفريقيا....هؤلاء مدعمون من الكنائس و المنظمات المسيحية الأمريكية, إنهم يريدون جعل إفريقيا كلها مسيحية, في سنة 1977 كان هناك في أندونيسيا حوالي 6 آلاف جمعية صليبية تبشيرية من أجل تحويل 15 مليون إندونيسياً إلى المسيحية .... وهو يطمحون إلى جعل إندونيسيا بلدا مسيحيا ...و لديهم سفن تُوظف في العمل التبشيري .. من هذه السفن : سفينة تُدعى ( لوجوس ) ، وسفينةٌ أخرى تُدعى ( دولوس ) ، وهذه السفن تنتقل بين الموانئ ، ويشجعون الناس للصعود إلى ظهر السفينة ، والناس بطبيعتها تسرع إلى ذلك .. فهي تجربةٌ جديدة وطريفة ، خاصة في عصر السفر بالطائرات ، ولذلك عندما ترسو السفن وتفتح الأبواب للزوار يندفع الجميع إلى ظهر السفينة مسلمين وغير مسلمين ليتفرجوا ، وهناك تقدم لهم المطبوعات ، وتتم عمليات غسيل المخ , وحالياً فإن هذه السفن تعمل في أندونيسيا .. تتجه هذه السفن التبشيرية إلى إحدى الجزر وترسو بالقرب منها ، فأندونيسيا كما نعلم تتكون من حوالي ألفي جزيرة ، ولكل من هذه الجزر ميناؤها الخاص بها ، وحين ترسوا السفينة التبشيرية فإنهم يرسلون القوارب الصغيرة لتحضر السكان إلى ظهر السفينة ، ويقدمون لهم التسلية والترفيه ، ويوزعون عليهم الكتب ويباشرون عملية غسيل المخ , وهم يتباهون بأن لديهم من الإمكانات الخاصة بهم أكبر ممَّا لدى الحكومة الأندونيسية نفسها ) ( وهم يخططون في الشرق الأوسط للإتصال بالناس في المنازل ! وفي أحد مؤتمراتهم التي عقدت في بيروت بلبنان ، فإنهم سوف يجندون مبشرين للعمل في الشرق الأوسط وظيفتهم هي الدق على أبواب المنازل وتبليغ رسالة المسيحية إلى الناس يداً بيد .. بواسطة الكتب والحوار المباشر ، وبواسطة الإتصال الشخصي , وإذا لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم بالإتصال المباشر في بلاد كالسعودية ، فإنهم يحققون هدفهم من خلال البريد . فمن خلال دليل التليفون في جدة والرياض وغيرها ، يلتقطون أسماء المسلمين ، ويرسلون إليهم كوبوناً بالبريد – ولدي عينات من هذا الكوبون ، وهو مكتوبٌ بالعربية – ويقولون : " خصصنا لك إنجيلاً بالمجان .. ألا ترغب في الحصول عليه ؟ ")3
مواجهة التنصير :
إن الجهاد فى سبيل الله تجاه هذه الهجمة فرض على كل مسلم , و فى هذا المقام يقول فارس الإسلام (... و لكن أين الدعوة المهمة الأصيلة للمسلم ؟.. من مائة ألف صحابي حضروا حجة الواداع لم يدفن فى المدينة منهم الا عشرة الاف – أين ذهب الباقون ؟- فهموا معاني الشهادة و التبليغ للرسالة و انطلقوا فى الأفاق يمتطون خيولهم و جمالهم ينشرون دعوة الله و يبلغونها للعالمين , أدركوا رسالتهم للعالم و لم يكتفوا بالجلوس فى بيوتهم و مساجدهم يقيمون نصف الدين و يتركون النصف الآخر ..... فأجدادك قد أدوا دورهم بينما أنت لا تستطيع أن تحافظ على نفسك و على أبنائك , أخى : اما أن تجاهد فى هذة المعركة و تقف فى وجه هذة القوى أو تقبع مكانك و تنهزم و تنعدم و يستبدل قوما غيركم )4 , ( فإذا دعونى الى كتابهم المقدس فسوف ادعوهم الى القرأن الكريم )5 , ( ان هذا الدين جاء ليظهر على الدين كله و على طرق الحياة جميعها , سواء كانت اليهودية أو الشيوعية , و مهما تكن الفلسفة أو الديانة , فقدر الإسلام أن يهيمن عليها جميعًا , أنا أؤمن بذلك , و لكن الدور الذى يمارسه كل أحد هو من اختياره , فإذا كنت تريد أن تكون راضيًا بالخضوع و أنت مشتوم ممتهن أو أن تكون لعبة للتدريب , فإن هذا هو اختيارك أنت و ليس هذا اختيار الله , إنه يتعين علينا أن نعمل بجد أكثر , فالمجتمع الغربى يغسل أدمغة أبنائنا بأسلوب يجعلهم يشعرون بالدونية , و المبشر إذا جاء و طرق بابك فهو عدوانى , و مهما جاءك بوجه مبتسم فإنه يعتقد فى قرارة نفسه أنه أفضل منك , و لولا ذلك لما تجرأ أن يطرق بابك ليخبرك أنك ستدخل جهنم ! , إن النبى قال " اليد العليا خير من اليد السفلى "6 , و هذا يعنى أن الذى يعطى أرفع منزلة من الذى يأخذ , ان مهمتنا هى أن نخرج لنبلغ رسالة الله , إننا فى مكانة أعلى من الناحية العقائدية )7 ( إنهم يخططون و يدبرون كيف يقاومون و يكافحون الإسلام ! .... و لكن ماذا فعلتم حتى يشعروا بالرهبة منكم ؟ ! , ماذا فعل المسلمون حتى يشعروا بالرهبة ؟ ! .... و ماذا يرعبهم أو يرهبهم ؟ إنهم يقولون أو يزعمون أنهم مرعوبون من غزو الإسلام لحماهم ! , و طالما سألت : " أين هؤلاء القوم الذين يفترض أنه ينشرون الإسلام ؟ " أين هم ؟ هل لدينا فى جنوب أفريقيا بعثة واحدة للدعوة إلى الإسلام و نشره ؟ فهل يمكنكم أن تخبرونا بإسم بعثة واحدة للدعوة الإسلامة فى جنوب إفريقية بينما النصارى آلاف البعثات أو الإرساليات للتبشير المسيحى أو التنصير , هل هناك بعثة إسلامية واحدة ؟ هل يمكنكم أن تنبئونى بإسم بعثة إسلامية واحدة جنوب نهر الزامبيزى ؟ لا ! و مع هذا فإنهم مرعوبون ! )8 ( إننى أقول لكم إن المشكلة هى أننا حقًا لا نستغل هذه المسألة ( و هى أنهم خائفون دون أى شئ ) , و قد حان الوقت لأن نستيقظ و نعى الرسالة التى أعطاها الله سبحانه و تعالى لنا , فنحن لسنا بحاجة الى تلفيق ( كما يفعلون ) و لسنا بحاجة لأن نربك عقولنا أو نسئ استخدامها أو لأن نبدل المنطق , و لتخرجوا بهذه التعاليم البسيطة التى توافق عقل الإنسان و منطقه , اذهبوا و اعرضوا إخوة الإسلام هذه على البلد الغارق فى الظلام الفكرى و الأخلاقى الذى نشاهده و يحيط بنا جميعًا , و لتروا ما يمكنكم عمله حيال ذلك , إننى أؤكد لكم أنهم سوف يخفقون و يعجزون و ينهارون , إن الدعوة الى الإسلام واجب و شرف ندين به لأنفسنا , و أنا أؤكد لكم أن لدينا القوة و لدينا القدرة على النفرة و الارتقاء الروحى و لدينا التعاليم التى تجعل منا قومًا لا يغلبون , إننى أؤكد لكم أنه لا يمكن أن يبلغ منزلتكم أو مقامكم أحد , لو أنكم قمتم بدوركم و نلتم الشرف المناط بكم .. قوموا بالمهمة و بلغوا الرسالة , ان هؤلاء القوم مرعوبون حتى و أنتم ساكنون عن الحركة , حتى و أنتم صامتون عن الكلام أو الإعلان عن عقيديكم )9 ( فنحن لم نفعل شيئًا حتى نستحق هذا الشرف أو الكرامة و الإمتياز أو الفضل بما نلاقيه من إهتمام المجالس الكنسية المتتالية , فليس لهم حديث إلا عن الإسلام و المسلمين ! أرأيتم هذا ؟ ! , إنه لديهم ألف مشكلة و مشكلة فلديهم مشاكل منزلية تعرض أطفالهم للضياع و الإنهيار الاجتماعى و الأخلاقى و لديهم مشكلة السكر و إدمان الخمر الذى تفشى فيهم , فياله من تصدع إجتماعى , و جميع هذه المشكلات المنزلية و السياسية لا تزعجهم و لا تقلقهم و لا تسبب لهم الهم و الغم , و الشئ الوحيد الذى يظل يطن أو يئز أمامهم هو الإسلام و أنتم أيها المسلمون ! و إنه لفخر و امتياز , و لولا ذلك .. لولا هجماتهم هذه على الإسلام ما كنت معكم هنا ! و لو لم أكن هنا ! , لما كنتم هنا الليلة ! , و من ثم فرب ضارة نافعة ) 10
فالشيخ رحمه الله يطمئن المسلمين بيقين المؤمن من أن كل هذه المحاولات المستميتة سوف تذهب سدى ان شاء الله كما و قدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا و فى نفس الوقت يدعونا فارس الإسلام الى عدم الركون الى أن الله سوف ينصر دينه بدوننا قائلا ( ان المسلم في جميع أنحاء العالم يعاني من المشاكل التي يخلقها له المبشرون ، والتهديد والهجوم التبشيري يغطي العالم كله ، وعادة ما يكون المسلم ليناً متراخياً .. فهو يظن أن كل شيءٍ على ما يرام ، ذلك أن الأمر مفروغٌ منه ، فالله هو الذي يتولى أمر دينه ، ألم يقل الله : ... لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ أي أن الله في النهاية سيجعل الإسلام يسود ويعم ، لذلك تجد المسلم يعيش حاملاً في ذهنه هذه الفكرة ، بأن الله هو الذي يقوم بذلك ، فلماذا إذن يتحرك هو ؟!! لذلك فهو متهاونٌ ومتخاذلٌ ، بينما نجد أن المبشرين المسيحيين ينشطون ويحركون جماهيرهم ، والناس في الغرب ليسوا متدينين عموماً ، فالذي أعلمه أن ثلاثةً بالمائة فقط من الناس في بريطانيا يترددون على الكنيسة ، ولكن هؤلاء الذين يترددون على الكنيسة يشكلون جبهةً قويةً جدًّا ، وهم يحركون العالم كله ، وقد نشروا في العالم سبعين ألفاً من الصليبيين المتفرغين , والصليبيون هم مجاهدوا المسيحية , في الماضي كان الصليبيون يعملون بأسلوبٍ مغاير .. في أيام صلاح الدين الأيوبي ، جاء الصليبيون من أوروبا لاحتلال فلسطين ، ولينتزعوها من أيدي المسلمين .. هكذا كانت الصليبية في ذلك الزمان ، واليوم اختفى هذا النوع من الصليبية .. فالصليبية الآن عملٌ ذهني وثقافي ، وهي اليوم عمليةٌ فكريةٌ وذهنيةٌ ) 11
الإنتقال من رد الفعل إلى المبادرة :
يجب علينا كمسلمين أن نكون أول من يبادر بالدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة , و آلا ننتظر هؤلاء الفاشلين حتى يأتوا إلينا , يقول العلامة ديدات ( نحن المسلمين لم نفعل شيئًا حقًا من أجل ملايين الضالين فى العالم , يجب علينا أن ننقذهم من " الشرك " و إلا فإنهم سوف يجروننا معهم الى الخسران المبين فى الدنيا و الآخرة , إن الذين يعبدوا آلهة من البشر فى أرض الله الطيبة اليوم أكثر من هؤلاء الذين يعبدون الله الواحد سبحانه و تعالى بعدة ملايين , و الشقاء الذى يعيش فيه العالم الإسلامى هو بسب إهمالنا الكامل فى مشاركة " دين الله " مع شعوب العالم , إن نشر الإسلام أول فرض على المسلم , إذا سقطت هذه الدعامة فأنت على خطر عظيم , لتعلم أن عقاب الله يأتى بغتة ) 12
ضرورة الجهاد :
يقول النبى ( ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله )13, لذا كان لزام على المسلم الدفاع عن عرض الإسلام و عن عرض القرأن و عن عرض العدنان , و لا يخشى فى الله لومة لائم , , فالحملة الشرسة التى يقودها الصليبيون على الإسلام تتطلب الجهاد بمختلف أنواعه طبقًا لدرجات الهجوم الصليبيى , يقول العلامة ديدات ( سلاحنا الوحيد فى مواجهة هذا الخطر الداهم المفزع المروع المسمى بالتبشير هو القرأن و حمل السيف فى سبيل الله لمواجهة هذا الخطر الداهم إنها مقولة مصيرية بين الإيمان و الإلحاد , بين الإسلام و قوى الطغيان , بين العدل و الجور , بين النور و الظلمات , بين الحق و الضلال , فلا ينفع و لا يجدى فى هذه المعركة الا السيف و القرأن يتعانقان حتى يقيم السيف ما ترك من القرأن و يسود الإسلام العالم أجمع و يعود المسلمون الى رشدهم لمواجهة هذا الخطر الكامن فى الصليبية و الصهيونية العالمية )14 ( فسلاحنا و درعنا فى هذه المعركة الإيمانية يتمثل فى القرأن لقد حفظناه لقرون لنكسب الثواب فقط و لكن الأن يجب علينا أن نستعين به فى ميدان المعركة لمواجهة التبشير و المبشرين )15
فنحن أمام خيارين يوضحهما فارس الإسلام قائلا ( إما أن نجتهد و أن ندعوا الى الإسلام و نتمسك بإسلامنا , أو نقف مكتوفى الأيدى كما هو الآن لكى يحولونا الى النصرانية , و نحن أصحاب الحق و الدين الذى يجب أن يظهر و ينتشر عن أى دين .. النصرانية .. اليهودية , البوذية , الهندوكية , الشيوعية ,... هو الدين الذى يجب أن يهيمن على كل ما سواه , و إذا قصرنا فى ذلك فإن الله توعدنا بأنه سيبدلنا بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين , فقد تركنا المجال للدعوات النصرانية و غيرها تنتشر بكل أساليب الدعاية و الإعلام و استغلال إمكانات الصحافة و الإذاعة و التليفزيون و غيرها و لهذا يجب أن نغير هذا الواقع و أن ندافع عن ديننا و أن ننشره بذكاء و حكمة )16 ( فلماذا تستندون على ظهوركم دون أن تفعلوا شيئًا و تركبون السيارات الفاخرة و تنفقون الأموال الطائلة فيما لا يفيد , و تقولون الدين غالب دون العمل له ؟ .. من يفعل ذلك فإن هناك شكًا فى إيمانه و اعتقاده ! ) 17 ( يجب أن نحاربهم بسلاحهم و أسلوبهم و نشراتهم التى تقدر بالملايين .. و لا أدرى ماذا حدث للمسلمين ؟! أضرب لك مثالا .. هناك مجموعة صغيرة من النصارى قد طبعوا أكثر من 84 مليون نسخة من كتاب واحد بأكثر من 95 لغة مختلفة و يطبعون 10.2 مليون نسخة من مجلة شهرية بأكثر من 102 لغة و يصدرون من مجلة أخرى تسمى اليقظة 8.9 مليون نسخة فى الشهر بأكثر من 54 لغة , و ميزانية ذلك الرجل " سويجارت " مليون دولار يوميًا و نحن المسلمين بكل دخلنا من البترودولار لا نستطيع أن ننفق مليون دولار للدعوة فى السنة الواحدة )18 ( إن المسلم يملك هذا الدين ... يملك البرهان و عله أن يصحو و يعلم أنه يملك " جرافة " منحها إياه الله تحطم كل الصخور , صخور الأصنام و الجاهلية , هى هذا الدين , فعليه استخدامها لنيل العزة , و لكن تصرفاتنا تدل على ألا عزة لنا فى هذا العالم مع أن أصل العزة لله و لرسوله و للمؤمنين , و فى مسألة الإبتعاث الى الخارج هناك مسألة هامة حيث أننا نقوم بقذف أبنائنا أمام أنياب الأسد دون أن نحذرهم من مكامن الخطر – فالمنصرون الصليبيون يحبون أن يرونا هناك لكى يسممونا و يعملوا لنا غسيل دماغ و يوجهونا كما يريدون , فأبنأونا الذين نقذف بهم فى بلاد الغرب يجب أن نعدهم ليكونوا سفراء لبلادهم و دعاة لدينهم , فالمنصرون الذين يبعثون بأطبائهم و مهندسيهم و معليمهم ليعملوا هنا و ينشرون النصرانية يكسبون , و فى نفس الوقت يؤدون مهمتهم التى يؤمنون بها , يجب ألا تنسى دورك وواجبك الأهم و هو تبليغ هذا الدين .. فإن أجدادك العرب قد فعلوا ذلك عندما ذهبوا إلى التجارة و نشروا الدين , لذلك تجد أن أكثر من 90% من المسلمين هم من غير العرب , فأجدادك قد أدوا دورهم بينما أنت لا تستطيع أن تحافظ على نفسك و على أبنائك , أخى : إما أن تجاهد فى هذه المعركة و تقف فى وجه هذه القوى أو أن تقبع مكانك و تنهزم و تنعدم و يستبدل قومًا غيركم )19 ( النصارى أصبحوا يجرفون المسلمين فى كافة أنحاء العالم , و ليس هناك من يبكى لهذه النتيجة , بينما نرى النصارى يندفعون على نطاق واحد لنشر دينهم , التضحية بحياة الترف و البذخ و العيش فى أدغال إفريقيا و الصحارى الحارقة لنشر دينهم ..... أما نحن فصحيح أنهم يربوننا بالصلاة و تربية اللحية , و هذا جميل و لكنه جزء , فقلما تسمع على المنبر من يحمسك و يشجعك على الإنطلاق و الدعوة الى الله فى بقاع العالم , كلهم يحدوثونك عن الصلاة و الزكاة ...إلخ , و لكن قلما يكون الحديث لنشر دين الله .. أين الجهاد ؟ الله سبحانه و تعالى يقول و جاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم و ما جعل عليكم فى الدين من حرج فهو الذى اختاركم و اصطفاكم لهذه المهمة , هل منا من يتحدث عن الجهاد ؟ ! آيات الجهاد لا تزال موجودة فى القرأن و لكنا لا نسمعها على المنابر ! , أمر الجهاد عليه الدين كله ) 20
وعيد و نذير:
يقول فارس الإسلام ( إن أمة تملك هذه الأموال و تعانى من هذا العجز تستحق الدمار و التخلف و سيعاقب الله المسئولون عن ذلك فى اليوم الأخر كما توعد الله سبحانه و تعالى الذين لا ينفقون فى سبيل الله , فالله سبحانه و تعالى أخبرنا عن سر النجاح , و فى القرأن الكريم قدم لنا المعادلة و لكننا نأخذ أجزاء من الدين و نجعلها دينا وحدها , و نقول : إن هذا هو الحق و الله سبحانه و تعالى يحدد سر النجاح فى هذه الأمة و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم و مما رزقناهم ينفقون الإيمان و الشورى و الإنفاق .... إن المواطن النصرانى يضع يده فى جيبه و ينفق و يعطى الكنيسة .. الشركات و المؤسسات التجارية ترصد أموالا سنوية لمؤسسات التنصير .. بينما المسلمون , أبواب الخير و الإنفاق مفتوحة أمامهم من زكاة و صدقة , و لا تخلوا سورة من القرأن الا و تدعوا الى الانفاق و البذل فى سبيل الله ) 21
رحمك الله فارس الإسلام , يسير عليك أن تقول هذا , فأنت من ضحيت بالنفيث و الغالى فكنت وحدك أمة أعدت لأمة الإسلام عهد البطولة و العزة , و صنعت من الشباب رهائن الإفلاس أبطالا , فنحسب أن صدقت الله أقوالا و أفعالا , فنحسب أن صدقت الله أقوالا و أفعالا !
الدعوة إلى الإسلام
هل مكة أدرى بشعابها:
ان للدعوة الى دين الله جل و علا رجالها البواسل , الذين ضحوا بالنفيس و الغالى فى سبيل إعلاء كلمة التوحيد , و فى سبيل إخراج البشرية من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , و الذين عرفوا بالإخلاص لدينهم , و أجمعت الأمة على ولائهم لله و لرسوله , فهم الذين صدعوا بالحق فى وجه الكفر و النفاق و لم يخشوا إلا الله , فهم ورثة الأنبياء و المرسلين بحق .
و من هؤلاء الرجال و الأبطال المغاوير , الذين صاحوا فى وجه الكفر و هو مزمجر , الرجل الذى جعله الله سيفًا على المنصرين الذين يرتعون فى بلادنا الإسلامية , الرجل الذى كشف الوجه القبيح لحملات التنصير و جاهدهم حتى أتاه اليقين , الرجل الذى دعا الى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة فاهتدى على يديه الآلاف , أحيا الله على يديه فريضة الجهاد باللسان فكان وحده أمة نشرت فى بقية الأمم دين الله الذى ارتضاه للبشرية أجمعين ألا و هو الإسلام .
الرجل الذى كان جل همه نشر رسالة محمد بن عبد الله و لم يرضى بالذل و الهوان و الضعف الذى تعانيه الأمة عيشًا و حياة , خرج من بين الغثاء الذى لا يضر و لا ينفع مجاهدًا فذًا, فكان كالبوق الذى أيقظ المسلمين من النوم الذى كانوا غارقين فيه , إنه فارس الإسلام و قامع الكفرة و النصارى الحاقدين , داعية العصر, أحمد حسين ديدات رحمه الله و جزاه الله عن الإسلام و عن المسلمين خير الجزاء .
لذا كان لزامًا علينا أن نسطر للأمة بعض أقوال هذا المجاهد الفذ فى شأن ( الدعوة ) ذلك الشأن الذى قضى فيه حياته و فنى فيه عمره .
ديدات و الدعوة إلى الإسلام :
( ان هذا الدين جاء ليظهر على الدين كله و على طرق الحياة جميعها , سواء كانت اليهودية أو النصرانية أو الشيوعية , و مهما كانت الفلسفة أو الديانة , فقدر الأسلام أن يهيمن عليها جميعا . أنا أومن بذلك ) 1
هذا ما كان عليه فارس الإسلام رحمه الله , فى يقين المؤمن بكلام ربه جل و علا هو الذى أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون الصف9 , و قول نبيه ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ) 2
فنحن بصدد داعية يؤمن بكلام ربه و نبيه من أنه لا حياة و لا نجاة إلا بالتمسك بهذا الدين و العمل على نشره فى مشارق الأرض و مغاربها و الجهاد فى سبيله , يقول العلامة ديدات ( أين الدعوة المهمة الأصيلة للمسلم ؟.. من مائة ألف صحابي حضروا حجة الواداع لم يدفن فى المدينة منهم الا عشرة الاف – أين ذهب الباقون ؟- فهموا معاني الشهادة و التبليغ للرسالة و انطلقوا فى الأفاق يمتطون خيولهم و جمالهم ينشرون دعوة الله و يبلغونها للعالمين , أدركوا رسالتهم للعالم و لم يكتفوا بالجلوس فى بيوتهم و مساجدهم يقيمون نصف الدين و يتركون النصف الآخر ( 3
ان دعوة البشرية الى الإسلام هى عماد الإسلام و أصله الأول , فهى الدعوة التى من أجلها بُعث نبينا و من أجلها ضحى الصحابة رضوان الله عليهم بالنفيث و الغالى و التى من أجلها زاد العلماء الربانيين عن حياض هذا الدين , يقول فارس الإسلام أحمد ديدات ( أدركت هذا فيما بعد لماذا كنت أفعل هذا حقيقة و أنه من أمر الله عندما ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله و عمل صالحا فصلت 33 . و فى كلمات أخرى أخبرنا المولى عز وجل أنه ليس هناك أفضل من الكلمة الطيبة اذا أردت أن تدعوا الناس الى طريق الله , و كن مثالا طيبا لتدعوا غير المسلمين الى الله ) 4
فخلاص البشرية فى الإستجابة لهذا الدين , لذا كان الحمل الملقى على عاتق المسلمين هو تبليغ هذا الدين و نشره فى مشارق الأرض و مغاربها , و هو الحمل الذى أهمله المسلمون على فترات مختلفة , الا أن الله جل و علا يبعث من يحيي العزائم و الهمم من أجل العمل على إظهار هذا الدين , يقول فارس الإسلام ( لقد أقنعت مستر فانكر أحد رجال الأعمال و الذى يشغل وظيفة فى مركز الدعوة الإسلامى فى " مدراس " بإنشاء معهد للدعاة و بدأنا فى تدريب الدعاة على طول الساحل الجنوبى هناك و استمر العمل فى هذا المعهد لمدة عشر سنوات متصلة حتى إطمأن قلبى الى الجيل الموجود من الدعاة و قدرتهم القوية الأن على تحمل أمانة الدعوة فى الكرة الأرضية شرقها و غربها داعيًا لدينى و لعقيدتى و منفذًا بكل الصدق و الحب للأمر الربانى فى قوله تعالى ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة فإن اسلامى يشرح صدرى لهذا العمل العظيم , ففى الإسلام وجدت الحل الأمثل و الإجابة الشافية لكل جنوب افريقيا و التفرقة العنصرية و الخمر و المقامرة و كل ما يؤثر على الإنسانية من أساليب الهدم , فإن الإسلام كرم بنى أدم و أوضح لهم السبيل و أنار له طريق الهداية و الصراط المستقيم , فهو الحل الوحيد لكل مشاكل الإنسانية ) 5
و لهذا فالمسئولية الكبرى تقع على المنظمات و المؤسسات الإسلامية المعنية بهذا الأمر , و فى هذا يقول فارس الإسلام ( ان دعوتى ستكون للأزهر الشريف الذى يقع عليه العبء الأكبر فى إعداد الدعاة لجميع أنحاء العالم , فإن الداعية يجب أن يكون على دراية كبيرة جدًا بالأديان و يستطيع الرد بطلاقة فى أى موقف يتعرض له أو محاورة يستدرج إليها , كما يجب إعداده بطريقة أكثر فاعلية و تلقينه اللغات الأجنبية للبلاد التى سيعمل بها , ثم أدعوا أيضا بتوحيد الجهود الصادقة من أجل الدعوة و كل الهيئات الإسلامية يجب أن تتميز بميزتين مهمتين :
أولوهما : التخطيط من أجل الدعوة و التوعية و يكون الخطان متوازيين , و أن تجتمع كل الهيئات على الإلتزام بهذا التخطيط .
ثانيهما : توحيد ساعة الإنطلاق فلا يعمل كل حسب هواه , و لكن الكل يعملون مع الأخرين بجدية أكثر و حزم أكثر حتى يكون العمل جيدًا و مفيدًا , و أخيرًا إعداد دراسات متكاملة لكل المسلمين على خريطة العالم و كل واحد يستطيع و هو فى بلده أن يعرف أية معلومات يريدها عن المسلمين فى أية بقعة فى العالم , و إرسال الباحثين الجادين الملتزمين للبعثات التعليمية فهم خير دعاة للإسلام اذا صدقوا ) 6
هل ندعهم و شأنهم ؟
فى أمهات الحقائق كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ آل عمران : 110.
فى ذيل هذه الأية يقول فارس الإسلام ( ان الأية المذكورة أعلاه من أكثر آيات القرأن الكريم ترديدًا و حفظًا بين المسلمين , و لطالما سمعت إخواننا العلماء فى عشرات المحاضرات يتلون النصف الأول من هذه الأية و يقفون عند لفظ الجلالة و يعقبون عليها بتفسيرات مختلفة , و كذلك فعلت حقًا فى معرض شرحى لبعض الموضوعات المختلفة .... و قد ظللت مثلهم جاهلاً بكامل الأية أمدًا طويلاً ) 7
و يكشف فارس الإسلام عن خواطره تجاه النصف الثانى من الأية قائلا و لو آمن أهل الكتاب لكان خيرًا لهم و أكثرهم الفاسقون – يعنى : لو أن اليهود و النصارى سمعوا و أطاعوا و قبلوا رسالة القرأن الكريم لكان خيرًا لهم كما أن الإيمان خير لكم أيضًا أيها المسلمون , و من بين اليهود و النصارى أناس صالحون و لكن أكثرهم معرضون عن الحق مفسدون خاطئون متعدون لحدود الله ..... إنه فى مطلع الآية التى تعطينا هذه المذكرة يمنح الله هذه الأمة المكانة الرفيعة الإمتياز و الشرف لكونها ( خير أمة أخرجت للناس ) أى لخير الناس , إن هذا الشرف و المكانة الرفيعة لتفرض علينا واجب و مسئولية الإيثار بمشاركة هذه المكانة الشريفة مع بقية الناس , إنه من واجبنا أن نبدأ ذلك بأهل الكتاب ( اليهود و النصارى ) لأنهم قد أعدوا من قبل لاستقبال هذه الرسالة , فقد بلغهم رسل و أنبياء كثيرون هذه الرسالة و هم لا ينكرون أنهم يملكون كتاب وحى إلهى و يفتخرون بأن التوراة و الزبور و الإنجيل قد نزلت عليه من أنبيائهم المعنيين . و من ثم فهم أنسب و أجدر الناس لقبول نعمة الله الأخيرة " الإسلام " , و كان من الواجب عليهم أن يكونوا أول من يخضعون إرادتهم لإرادة الله مسلمين , و رغم ذلك كانوا أول كافر به , و لكن لماذا يرفضون الإسلام ؟ و ما هى حججهم لما يفعلون ؟ , و مهما يكن الأمر , فالأمل فيهم ليس مفقودًا , فالله سبحانه تعالى يؤكد لنا أن من بين اليهود و النصارى هناك الصادقون ( و أكثرهم الفاسقون ) ) 8
و يستطرد الفارس مبينًا المنهج الربانى فى دعوة اليهود و النصارى الىالإسلام قائلا ( فلتعاملهم جميعًا بالحسنى و الرحمة التى يستحقونها , و لكن إذا ما أظهروا عداوتهم و نفثوا من سمومهم فى حق الرسول الكريم و القرآن الكريم و فى حق الإسلام , فيحق لنا , بل يجب علينا أن نغير من أسلوبنا , فقد سبق و حذرنا من تلك الوقائع المتوقعة فى الجملة الأخيرة من الأية التى سبق و اقتبسناها فى بداية هذا الفصل و أكثرهم الفاسقون ) 9
لماذا ندعوا ( أهل الكتاب ) فى المقام الأول ؟
لقد بين العلامة ديدات الإجابة على هذا السؤال حين قال أن ما عندهم من بقايا الرسالات السماوية يجعلهم أولى الناس بهذه الدعوة و أولى الناس بالإستجابة و لهذا و لما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون البقرة 101 , و الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ البقرة 146 .
و يوضح فارس الإسلام الإجابة على هذا السؤال قائلا ( فالله يأمرنا فى القرأن الكريم قائلا قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد الا الله و لا نشرك به شيئًا و لا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون آل عمران 64 , فالله يأمرنا أن ندعوهم .. أن ندعوا اليهود و النصارى ) 10 ( ان القرأن الكريم يخاطب اليهود و النصارى ..... ان الله قال فى القرآن الكريم " يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم النساء 171 , و الله يريدهم أن يأتوا ليعرفوا الحقيقة , و هناك توجد النصائح لمعرفتهم و لدعوتهم و للتحدث اليهم ( أى فى القرأن ) و فى الثلث الأول من القرأن الكريم و الذى لا نستعمله من ألف عام , فنحن نستمر فى تلاوته لكن لا أحد يستعمله ... ففى الثلث الأول يتحدث عن اليهود و النصارى .... فالله سبحانه و تعالى أمرنا أن ندعوهم مباشرة و ندعوا كل شخص و لكن أحدًا منا لم يفعل هذا لأننا كنا مشغولين بأنفسنا فى مسائل طفيفة ) 11
و عن شرط هذا الحوار و ماهيته يقول فارس الإسلام ( فالحديث عن التوحيد شرط التناظر مع النصارى و لكنهم يستغبوننا و يريدوننا أن نتحدث معهم عن دور المرأة فى المجتمع و ما الى ذلك من المواضيع التى تطرح ! .. و لكن الأصل الذى يريدنا الله أن نتحدث معهم حوله هو التوحيد و جدالهم فى الشرك الذى هم واقعون فيه من اعتقاد فى المسيح و بأنه ابن الله و أنه صلب تكفيرا لذنوبهم و الله سبحانه و تعالى يقول و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم )12 ( هذا هو ما يخبرنا الله به , و هذا ما يجب أن نقوله لهم ألا نعبد الا الله آل عمران 64 , هذا ما ينبغى أن نتحاور حوله و لكننا نتحاور حول موضوعات أخرى ... لا بأس من أن نطرق كل الموضوعات , لكن الموضوعات التى أمرنا الله بها لها الأولوية ) 13
دور الفرد المسلم فى الدعوة :
يقول فارس الإسلام ( يجب ألا تنسى دورك وواجبك الأهم و هو تبليغ هذا الدين .. فإن أجدادك العرب قد فعلوا ذلك عندما ذهبوا إلى التجارة و نشروا الدين , لذلك تجد أن أكثر من 90% من المسلمين هم من غير العرب ) 14( ان الدعوة الى الإسلام واجب و شرف ندين به لأنفسنا , و أنا أؤكد لكم أن لدينا القوة و لدينا القدرة على النفرة و الإرتقاء الروحى و لدينا التعاليم التى تجعل منا قومًا لا يغلبون , إننى أؤكد لكم أنه لا يمكن أن يبلغ منزلتكم أو مقامكم أحد , لو أنكم قمتم بدوركم و نلتم الشرف المناط بكم .. قوموا بالمهمة و بلغوا الرسالة ...إننا نستطيع أن نبدل الحال و إنها لمسئولية كبرى تلك التى عهد الله بها إلينا و لذلك يجب أن نخرج و نقوم بها ) 15
ان كيد الحاقدين على أمة الإسلام لا ينقطع , بل ان هذا العصر يشهد مصداق ما أخبر عنه النبى منذ 1400 عام حين قال ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها قلنا ( أى الصحابة ) : يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن قال حب الحياة وكراهية الموت ) 16
و فى هذا المقال يقول فارس الإسلام ( و هؤلاء القوم ( أى أعداء الإسلام ) يقدمون لنا أعظم خدمة بوسعهم تقديمها لنا ... فيوم أن وضعنا حجر الأساس لأول معهد لتعليم الإسلام فى جنوب أفريقية ظهر كلام " ديوس دى بلانت " على الصفحة الأولى من صحيفة " الصنداى تريبيون " التى تصدر فى دربان و بالبنط العريض و فى العنوان الرئيسى : " تحركوا فى مواجهة الإسلام ! " , و لو أنكم راجعتم العدد الصادر من تلك الصحيفة صباح أول نوفمبر و هو نفس اليوم الذى أرسينا فيه حجر البناء لهذا المعهد الإسلامى لوجدتم ذلك مكتوبًا فى العنوان الرئيسى و بالبنط العريض , و لو أننا أخبرناهم برغبتنا فى نشر شئ عن الإسلام بهدف الإعلان عنه و الدعوة اليه ما كان أحد ليلبى رغبتنا و لو دفعنا لهم ثمن أو أجر ذلك ما فعلوه , و لكن أمر الله نافذ فى الإعلان عن دينه و الدعوة اليه ببركة الله و نعمته , و اذا كنا لا نقوم بهذا العمل بأنفسنا فإن الله يجعل اعداءه يفعلون له ذلك , ان الدعوة الى سبيل الله شرف يجدر بنا أن نناله , و نحن ندعوكم قائلين : " انطلقوا , بلغوا الخير " , فالإسلام هو الدين الوحيد الذى يهدى الى جميع ألوان و صنوف الخير و أتمها و هو الدين الذى يمكنه أن ينقذ البشرية من الفوضى التى تندفع اليها بتهور و بلا توان , و هو الدين الوحيد الذى ينشر التفاهم و التآلف بين الأجناس و يضمن السعادة الأسرية لمن يتبع تعاليم الإسلام بين الرجل و المرأة و بين الناس بجميع فئاتهم و طبقاتهم الإجتماعية ) 17
دور الدعاة فى الدعوة :
يقول فارس الإسلام ( المطلوب إذن هو أن نحرك المسلمين ونحثهم على الدعوة ، وأنه يجب عليهم أن يكلموا الآخرين عن دينهم . وبدون التكلم لا تستطيع عرض بضاعتك ، وأنك لا تستطيع عرض أفكارك دون أن تفتح فاك .. إن هذا هو عيب المسلمين ، هذا ما ينقصهم ، إنهم لا يعملون للدعوة لدينهم بين الآخرين ، والسبب : أن الإمام فوق المنبر لم يدعهم لذلك , والمطلوب إذن أن يطلب إليهم ذلك من فوق المنبر ، وأن يقال لهم : إن الدعوة هي مسئولية المسلمين ، وإن الله سيحاسب المسلمين عن ذلك يوم القيامة ، ويواجههم بالسؤال : " هل بلَّغتم رسالتي ؟ " , ولا يُعقل أن يقولوا : لا ، لأننا كنا في شغل عن ذلك , بل الواجب أن نعمل ونقول : لقد حاولنا قدر استطاعتنا وجهدنا , وإن ذلك لن يتحقق إلاَّ إذا طُلب من فوق المنبر ، باعتبار أن للمنبر سلطته وتأثيره ، ففي خطبة الجمعة عادة تُحدد لنا واجباتنا ومسئولياتنا ، ولكن فيما يتعلق بالدعوة لا تسمع شيئاً . لذلك فإني أعتقد أن على المسلمين واجب النهوض بالدعوة ، وأن يقدموا الإسلام إلى الآخرين حتى يتحقق في النهاية وعد الله تعالى : لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً حين يسود الإسلام ويعم العالم كله ) 18
مفهوم الجهاد فى الدعوة :
ان الدعوة الى دين الله جل و علا تنبع من منطلق وسطية الإسلام و رحمته , يقول فارس الإسلام ( فإن كنا نملك أشعة الليزر فإنها لن تنفعنا كسلاح لأن الله يمنعنا من ذلك لا إكراه فى الدين و لكن يجب الإظهار بالدعوة و باللسان و العقل و الذكاء و الحنكة و هذا ما توقفنا عن عمله منذ قرون للنصارى أو اليهود و أصبحنا نقول بأن لكل أمة دينها و نفسر لكم دينكم و لى دين خطأ متناسين أن الله تعالى يقول ليظهره على الدين كله و كفى بالله شهيدا أى سيظهره بك أو بدونك و هذا وعد الله , و الله لا يخلف وعده , فإن الين ظاهر و غالب و سيحكم العالم ان شاء الله) 19
فواسطية الإسلام السمحاء تدعوا فى المقام الأول الى الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة , لكن اذا منع رؤوس الكفر رسالة الإسلام و حاربوها فالله أذن لنا بأن نجاهد من أراد للبشرية أن تتيه فى ظلمات الشرك و الجهل و التخلف !20
عالمية الإسلام فى الدعوة :
يقول فارس الإسلام ( إن بلال الحبشى و سلمان الفارسى و عبد الله بن سلام اليهودى كانوا من أوائل المهتدين إلى الإسلام من غير العرب , و قد يقول الشكاكون إن انتشار الإسلام كان مجرد مصادفة و لكن ما قولهم فى الحقيقة التاريخية التى تشهد بأن محمدًا قد أرسل قبل وفاته خمس رسائل الى جميع البلدان المحيطة بجزيرة العرب يدعوهم فيها الى الإسلام ؟ , فقد بعث برسالة الى كسرى إمبراطور فارس و رسالة الى المقوقس عظيم القبط و ملك مصر و رسالة الى نجاشى الحبشة و رسالة الى هرقل إمبراطور الروم بالقسطنطينية و رسالة الى ملك اليمن , و بهذا يضرب لنا محمد مثلا فى تبليغ الرسالة السماوية التى أسندت إليه و فى " عظم الغاية " و إصلاح البشرية كلها بهدايتها للإيمان بالله فهل يمكن لأى دين أخر أن يضارع الإسلام ؟ , ان محمدًا لم يبعث لكى يسجل أو يحطم أرقامًا قياسية و لكنه بعث لكى يقوم بالمسئولية التى كلفه بها رب العالمين ) 21
و يقول فارس الإسلام ( ان كل أمة تتوق إلى أن تكون حرة و محترمة و مشرفة و أن تحيا فى سلام و كرامة , و هذا هو أعلى مطلب لكل فرد , و لا يمكن تحقيق هذه الغايات فى أمة يعتدى أفرادها بانتظام على أجسامهم بشرب الخمر و تعاطى المخدرات و يغتصبون نساءهم و يسلبونهن شرفهن و عفتهن التى هى تاج فضيلتهن ( كالمجتمع الغربى ) , و لكى تكون الأمة حرة و محترمة و مشرفة حقًا فعليها أن تتألف من أفراد لهم هدف و عقيدة , أفراد على استعداد للإلتزام الكامل بهذه العقيدة و ذلك الهدف , و تلك الأهداف يمكن تحقيقها فقط اذا حفظت العقول و الأجسام طاهرة و نقية , و للإسلام عقيدة فريدة تكشف الطريق لكل أولئك الذين يتوقون الى السلام و الشرف و الحرية )22
فالإسلام دين الحق و العدل , دين الرحمة و السلام , انتشر فى أرجاء المعمورة بواسطيته و سماحته لا بالسيف كما ادعى المبطلون , و لنستمع الأن الى فارس الإسلام و هو يرد على أولئك المبطلون , يقول فارس الإسلام ( ولك الحق في أن تسأل " أي سيف ؟ " الجواب هو أنه " السيف بالفعل ! " ( كما قال كارلايل ) إلا أنه سيف العقل ! , إنه تحقيق لنبؤة أخرى أيضاً : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً الفتح : 28 , وقد وصف هنا قدر الإسلام في أوضح تعبير . سيسود الإسلام في العالم ويتغلب ويخلف وراءه كل دين آخر , ( ليظهره ) ( أي ليظهر الله القدير الإسلام ) على الدين كله , وكلمة دين باللغة العربية ( ومعناها الحرفي طريقة الحياة ) , وأنه سيخلف وراءه جميع الأديان سواء كانت الهندوسية أو البوذية أو المسيحية أو اليهودية أو الشيوعية أو أي مذهب آخر هذا هو ما قدره الله لدينه , وقد أعيد نفس النص القرآني في سورة الصف الآية 9 التي تنتهي بنهاية مغايرة طفيفة : .. لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ الصف : 9 )23
و ختامًا لتلك الكلمات الماتعة لفارس الإسلام و التى والله لئن كتبناها بماء الذهب ما قدرناها حق قدرها , نختم هذا المقال بتلك الكلمات الديداتية :
( الإسلام سيسود . إنه وعد الله ووعده حق . لكن كيف ؟ بالسيف ؟ لا حتى ولو كان عندنا سلاح ذري , فهل يمكننا استعماله ؟ القرآن الكريم يحرم علينا استخدام القوة كوسيلة للهداية ! , لكن الآية تتنبأ بأن الإسلام سيكون الأكثر سيادة على جميع الأديان , إن انتصارات تعاليمه وعقائده بدأت بالفعل , وهو الآن بدأ يتحكم في الفكر والتعاليم والعقائد الدينية لمدارس الفكر المختلفة في العالم , ليس باسم الإسلام ولكن باسم التحسين والإصلاح الديني فإن الطوائف الدينية المختلفة بدأت تتطعم بسرعة بتعاليم وعقائد الإسلام وهناك أشياء كثيرة تناولها مقصور على الإسلام ولم تكن معروفة من قبل أو كانت من قبل تعارض بضراوة ( بشدة ) من العقائد الأخرى أصبحت الآن جزء من معتقداتهم :
- إخاء الإنسان .
- إلغاء نظام الطبقات المتعلقة والمنبوذة .
- حق النساء أن ترث .
- فتح أماكن العبادة للجميع .
- تحريم كل المسكرات .
- المفهوم الحقيقي لوحدانية الله .
تبقى كلمة واحدة أخيرة في الموضوع الأخير قبل أن ننتقل إلى الأمام :إسأل أي موحـد أو المشرك ( المؤمن بعـدة آلهة ) أو المؤمن بوحـدة الوجود أو الثالوثي . كم إله يؤمن به ؟ سيخاف أن يقول أي شيء غير واحد ! , هذا هو تأثير التوحيد الصارم في الإسلام . )24
رحمك الله يا فارس الإسلام فلقد كنت نعم المجاهد و نعم الداعى الى الله على بصيرة و يقين , فما كان منه رحمه الله من جهاد و درب هو درب أهل التوحيد , درب أبو بكر و الفاروق و عثمان و على , درب خالد و سعد و زيد و أبو عبيدة , درب أبوحنيفة و مالك و الشافعى و أحمد , درب ابن تيمية و ابن القيم و ابن عبد الوهاب و رحمت الله الهندى , درب من قال النبى فيهم ( لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون )25- قال البخارى : و هم أهل العلم !